الدراجات النارية من نوع c90 في شوارع مراكش
تحول ركوب الدراجات النارية الى ساحة جثث في مدينة مراكش، بعدما كانت ظاهرة تثير إعجاب كل من المواطنين والزوار خاصة في انها وسيلة تنقل لأغلبية نساء المدينة، وقد تحولت هذه الظاهرة الى مصدر قلق كبير جدا، بعد التزايد الكبير في حوادث السير القاتلة، ذلك راجع الى العدد الهائل من دراجات «سي 90» الصينية الصنع بشكل رئيسي بسبب سرعته الفائقة وحدة خفته.
ودفع ارتفاع حوادث السير المميتة وغيرها، التي تتسبب فيها الدراجات النارية خاصة «سي 90» ، إلى تساؤلات كثيرة منها ما هو سر هذا الارتفاع الهائل، في مدينة معروفة دوما في زمنها بـ «مدينة دراجات»، وهذا التساؤل نستطيع الإجابة عنه لأنه لا يتطلب جهدا كبيرا للإجابة عليه، ما دام أن إحصاءات السنوات الأخيرة لحوادث السير المسجلة، يكشف إجابة هذا التساؤل وسر التحول في علاقة مواطنين مراكش بدراجاتهم النارية، إلى مستوى أنه لا يمر يوم أو يومين دون حادثة سير قاتلة نشرت في الأخبار أو أكثر من ذلك بكثير، سواء هذه الحوادث داخل المجال الحضري، أو خارجه من مجال قروي وجبلي.. ، سببها بالخصوص دراجات نارية من طراز «سي 90».
وتأتي الحوادث القاتلة التي تتسبب فيها الدراجات النارية «سي 90» لتغطي على الجانب المليئ بحوادث السير التي تسببت فيها الدراجات الثلاثية العجلات الرهيبة التي تسمى عند الكثيرين بـ(التريبورتور)، وهي أيضا من صنع الصين تتخصص أغلبية الأحيان لنقل الأشخاص والبضائع وغيرهم، فضلا عن الدراجات البخارية الفائقة السرعة من الحجم الكبير والصغير أيضا، هذه الدراجات ترتبط حوادثها خاصة بالإصرار الكبير للسائقين لإدراج مواهبهم في القيادة بالإعتماد على قيادتهم بسرعة جنونية في وسط المدينة، وسط الراكبين والراجلين مهددين حياتهم للخطر المحدق محولين الشوارع إلى حلبات سباق بالدراجات.
ونجد في جنبات الطريق العام لمدينة مراكش علامات مرورية وإرشادية مكتوبة ومرموزة، نقرأ في إحد هذه العلامات : «أصحاب الدراجات.. بإحترامكم لقانون السير والتزامكم باليمين تساهمون في إنخفاض معدل الحوادث». الا أنه العديد من أصحاب الدراجات، النارية والهوائية، لا يحترمون بتاتا هذه العلامات ومضمونها، ذلك راجع الى الشائعات المنتشرة مرادها ان إشارات الكرور لا تعني أصحاب الدراجات نارية كانت أم هوائية، وإنما موجهة لأصحاب السيارات فقط. وبالتالي، فحين يشتعل الضوء الأحمر الخاص بالتوقف، تتوقف السيارات والشاحنات والحافلات (بعضها فقط..)، بينما في الجانب الأخر نجد الدراجات النارية والهوائية تتابع سيرها بشكل عادي، كما لو أنها غير معنية بتلك الإشارات المرورية بتاتا، أو أن قانون السير وضع خصيصا لأصحاب السيارات والشاحنات والحافلات لا غير بعيدا عن الدراجات بكل أنواعها.
وتشتهر مدينة مراكش بأنها «مدينة دراجات»، إذ لا يكاد بيت من هذه المدينة بدون دراجة نارية أو هوائية. وحسب الإحصاءات التي نشرت مؤخرا، أنه في مراكش يوجد أكثر من 200 ألف دراجة نارية وبخارية وما يفوق 50 ألف دراجة هوائية. ويرجع بعض المتتبعين لهذه الأحداث الى ان ارتفاع عدد حوادث السير بفعل الدراجات النارية لأسباب كثيرة منها تهور السائقين في القيادة والسرعة الفائقة عندهم وعدم احترام إرشادات المرور المعمول بها، فضلا عن الخصائص التقنية لكثير من الدراجات النارية المستعملة، وبالخصوص دراجة «سي 90»، دون نسيان عدم وجود الممرات الخاصة بالدراجات النارية والهوائية، في الكثير من شوارع هذه المدينة، وهذا ما دفعهم إلى استعمال مسار الطريق السيار نفسه بجانب أصحاب الشاحنات والسيارات والحافلات والعربات كذلك، مما ينتج عنه إزدحام كبير بين هذه السيارات، وبالتالي، يرتفع معدل تزايد خطر الحوادث المرورية.
مراكش المدينة المغربية الوحيدة التي تشتهر بتعدد الدراجات فيها بشكل كبير جدا وهي من أشهر المدن المغرب من حيث المناظر والبنايات يأتي إليها العديد من السياح على مدار العام، لا يكاد بيت من هذه المدينة أن لا يتوفر على دراجة وهنا جاءت تسمية "مدينة الدراجات".
تعليقات
إرسال تعليق